السبت، 29 أغسطس 2009

الله أكبر ...ولله الحمد ..


سلام الله عليكم ....
مبارك عليكم الشهر... أعانكم الله على الصيام والقيام وتقبله منكم خـــالصا ...
أنا أمـــل :)
بما إن أختي الكريمة عازفة عن التدوين من قرن نظرا لانقطاع النت فلما وجدت هذه المسودة لديها آثرتكم بها ...
فقد ارتقت بالروح عاليا ...
وإليكم هي :
اليوم .. السابع من رمضان ..
ربما هي ذكرى ليلة الأنس الوحيدة التي عرفتها ، عرفتها مع الله .. ذلك المعنى الذي يأسر النفس أن يكون الله في قلبك أكبر من أي شيء وأعلى من أي شيء ، أن تقف الدنيا بلحظاتها بتاريخها بأيامها بشخوصها أمامك ولا ترى إلا الله في قلبك ولا تسطتيع ان ترى غيره ،
ليلة السابع من رمضان ، منذ سنوات عديدة وقفت أمام الله ولا شيء إلا أنا وهو والهدوء الساكن حولي والظلام الدامس ، ولا صوت غير صوت التسبيح وذكرى لمالك بن دينار بين عيني : اللهم ان جمعت الأولين والآخرين فحرم جسدي على النار ,,
ربما لم يكن الأمل قويا في الجنة بل كان فقط .. حرم جسدي على النار

هذه الليلة قريبة من ذكرى لياليكم فما عهدته في حياتي أن كل منا له ليلة مع الله ، قد تكون ليلة واحدة في العمر ، لكنها كفيلة جدا أن تغير حياتنا إلى الأبد ، في هذه الليلة اتخذت قرارا واتمنى ألا أكون عدت عنه أو حولت أو بدلت ، أن أكون أنا وهو دائما وأبدا ولا أحد غيرنا أن أمضي على طريقه وكتابه وسنه رسوله صلوات الله عليه وعلى آله ، ليلة واحدة في العمر لكنها بكل العمر ، ركعة واحدة لكنها بآلآف مما سواها ،وقراءة واحدة لكنها تعدل آلاف السور التي قرأتها من قبل ومن بعد ولم أع معناها كما وعيته تلك الليلة ، الحمد له رب العالمين سامع الأصوات على اختلاف اللغات ، رب العالمين .. في الأرض 6 مليارات ونيف وقبلهم مليارات أخر .. وكان الله ولم يزل ، المتكفل بهم ، بأرزاقهم ، بحياتهم بأسرهم بماء المطر ينزل على أرضهم ، الرحمن الرحيم ، الرحمن الرحمة التي شملت الخلائق إنسهم وجنهم ذكرهم وأنثاهم ، صغيرهم وكبيرهم ، مؤمنهم وكافرهم ، الرحيم وهي رحمه خاصة ، خاصة بالمؤمنين الموحدين الذي عرفوا الحق واتبعوه ، ملك يوم الدين .. الملك ولا شيء سواه ..يوم تسكت الدنيا ..وينادى المنادى ..
"لمن الملك اليوم ؟؟؟" ويجيب المالك على نفسه جل وتعالى فوق عرشه .."لله الواحد القهار " ..
إياك نعبد وإياك نستعين ...وهذه الآية بحر من معانى إخلاص العبودية ..وحسبك تعريف شيخ الإسلام لها "العبادة هى غاية الحب بغاية الذل والخضوع "
حب أكبر من أى حب ..وخوف ورجاء وخضوع ..وهذه الآية اختصرت جميع الكتب السماوية فى طياتها ..ولعلماء التفسير " جمع معانى الكتب السماوية فى القرآن وجمع معانى القرآن فى المفصل وجمع معانى المفصل فى الفاتحة وجمع معانى الفاتحة فى إياك نعبد وإياك نستعين "
اهدنا الصراط المستقيم ..
ويومها أدركت أن الدنيا لو اجتمعت على هداية أحد بغير إرادة من الرب جل وعلا لن تتمكن ..فهو وحده القادر على الهداية ..
الذين أنعمت عليهم ..أى سكبت شآبيب رحمتك على قلوبهم وأنعمت عليهم بهدايتهم ..

فى تلك الليلة أدركت سحر سورة الفاتحة ..وعظمتها ..
يتبع .....

الثلاثاء، 4 أغسطس 2009

لماذا أحبهم ..

لماذا أحبهم ..
تذكرون تلك التدوينات القديمة عن الأشخاص الذين أحبهم ..
هناك أشخاص ذكرتهم موجودون الآن ..وقد رأى البعض أن هذه ربما تكون مبالغة منى فى تقديس الناس ..
إطلاقا ..
ليست مبالغة منى ..هناك حكمة قرأتها وآمنت بها "الأمة الحية هى التى تعرف عظمائها حال حياتهم "
حال حياتهم ..لأن بعد موتهم لن قدر عظمتهم كما ينبغى ..
أردت ان اقدم نماذجا لهؤلاء العظماء ..
لا أرى لماذا اخترت هذا النموذج ..ربما لأننى منشغلة فى أمر ما ألجأنى من جديد للبحث والتنقيب ..
د. محمد عياش الكبيسى ..
نائب رئيس مجلس علماء العراق ..
هذا الرجل أدين له بأشياء عدة ..وحق لأهل الفضل أن يعرف حقهم ..
د. محمد أعاد لى الثقة بمنظومة العلماء الحالية ..صراحة جاءتنى فترة كنت أكره الأزهر ..وأكره الكلية ..وأكره أساتذة الشريعة وأرى أنهم لا داعى لوجودهم أصلا ..
طالما أنهم موجودون كالأصنام ..
يحسبون أن دينهم دين كهنوت ..ومجرد أسماء فخمة لا علاقة لها بالواقع ..
يتهمونك اذا تكلمت بقول الله أنك تعيش فى دنيا من المثاليات ..لا علاقة لها بالواقع ..
رأيت د. محمد يرى دينه ككائن حى ..كالمطر ..كالشلال ..دين يحيا فينا ونحيا فيه ..
يدرك قيمة العالم فى وضع كوضع العراق ..ويدرك أبعاد القضية تماما ..منصف فى حديثه ..مبدع فى طرحه..
يشعرك أن الدنيا فى مسارها الصحيح ..
كنت أرى قبل ذلك أن يكون السائد لدينا ثقافة الإستشهاد ..لكن رأى الدكتور الكبيسى غير ذلك ..
هو يرى أننا خلقنا لإعمار الأرض ..لرفع شعائر الله فيها وتحقيق شريعته على أرضه ..فهى ثقافة الحياة ..نحيا لأننا خلقنا لنحيا ونعمر الأرض ..
بعدها صرت أرى الدنيا بمنظور آخر ..أصبحت أكثر إعتدالا خاصة فيما يتعلق بأمور الجهاد والمقاومة ..صرت أدرك أن الحياة بحد ذاتها من الممكن أن تكون مقاومة ..
د. محمد انفصل عن هيئة علماء المسلمين ..على الرغم من أنه كان من مؤسسيها لسبب واضح ..وأعلنه هو .."تميع موقف الهيئة من القاعدة "
لأنه يرى أن العراق أدرى بنفسه وأن القاعده لا داعى لوجودها هناك إن لم تكن كغيرها من فصائل المقاومة العراقية ..عندها يجب إعلان التنصل من القاعدة وفكرها الذى لا يجلب الا وبالا ..
"هذا رأيه هو ..أنا أختلف مع القاعدة تماما فى الفكر ..لكننا نحبهم كإخوة لنا مسلمين "
إذا بحثتم عن اسم د. محمد فى جوجل ستجدون العالم بأسره على قسمين ..إما مبغض للرجل كاره له كأشد ما تكون الكراهة "تجدون ذلك فى منتديات القاعده عموما " وإما محب خالص له يدعوا له بالتوفيق والسداد ..
شاهدوه هنا يتحدث فى تخصصه ..
وهنا يتحدث عن العراق ..
اقرأوا بعضا من أفكاره معى ..هنا ..
وهذه قصيدة رائعة له ...لعلنى اختم بها ..
وهى بعنوان توحيد ربى ..
أنشدها محمد العزاوى على فكرة ..
قم جرد قلبك تجريدا ** واجعل ذراتك توحيدا
واخلع نعليك بوادينا ** واترك ما تهواه بعيدا
لا تجعل نفسك تمثالا ** لا تصنع إفكا مقصود
اصفرا قد كنت بلا معنى ** والواحد أعطاك وجودا
والدنيا مثلك أصفارا ** لا شيء قديما وجديدا
لا تنظر شمسا أو قمرا ** أو مجدا في الأرض تليدا
لا تنظر أشكالا صنعت ** ذهبا وحريرا وحديدا
فتراب هذا أجمعه ** بل كان سرابا ممدودا
لا تطرق أبوابا أخرى ** لا تخش ملوكا وعبيدا
حطم أوهامك واذكرني ** وبذكرك لي كن مفقودا
....

دمتم بخير وإيمان ..